الثلاثاء، 26 أغسطس 2008

لك سيدتي


حتى تكوني اكثر قبولا في المجتمع وتمنحي بيتك الدفىء والسعاده كوني اكثر حرصا على اضفاء جو من المرح وتجنبي التذمر والشكوى في احاديثك مع الاخرين ولتكن البساطه طبعك

البحث عن الزيتون

نظرت عبر النافذه المفتوحه الى ذلك التل تنهدت وهي تراه تذكرت زوجها الذي استشهد منذ عام في مثل هذا اليوم ,فالتفتت الى حيث يجلس ابها الصغير الذي لم يبلغ الثامنه من عمره بعده والذي يراقبها وان تظاهر بالقراءه ,فاغلقت النافذه باحكام ثم احكمت ربط حجابها وقالت له
-امكث هنا حتى اعود.
- الى اين انت ذاهبه؟
-نحتاج الى بعض الزيتون فساذهب لشرائه
-بل اذهب انا وامكثي انت في المنزل
ابتسمت وهي تربت على كتفه الصغير وقالت
-لا ...ابق واقرا دروسك لن اتاخر
وقبل ان تفتح الباب قالت له
-ان لم اعد بعد ساعه.....
وتوقفت قليلا والدموع تكاد تطفر من عينها ثم اردفت
-فبامكانك تناول الغداء حتى يعود جدك من الصلاه لتخبره بانني لم اعد.......
نهض الصغير وهو ينظر الى امه التي كانت تنظر اليه بنظرات ملؤها الشجاعه ثم خرجت واغلقت الباب بالمفتاح .
سارت في ذلك الشارع الذي اصبح شبه مهجور لقد رحلت الكثير من العوائل عن هذا المكان فلم يبقى في هذا الحي القريب من المسجد الا بعض العائلات التي الت على نفسها ان تموت في ارضها على الرغم من الاعتداءات التي تتعرض اليها .
فتح باب اخر وخرجت منه فتاتان نظرتا اليها وابتسمتا ثم سارت الى جانبها من دون ان تنبسا بشي لم يمض وقت طويل حتى عادت الى المنزل مع صاحبتيها اللتين اسندتاها وهما تحاولان اخفاء الجرح الذي راح ينزف بغزاره ووضعتاها على السرير وجالت احداهمافي ارجاء المنزل الصغير الذي تقطنه بحثا عن الطفل ولكنها لم تجده هلعت الام وارادت ان تنهض الا انها امسكتاها وحاولتا تهدئتها قالت احداهما
-ربما خرج ليلعب
فردت الام وهي تلهث من اثر الجرح
-مستحيل الباب مقفل فكيف يخرج
لم يمكثن طويلا حتى سمعن حركه تاتي عبر النافذه فظهر منها راس الصغير فاذا بطفلها ينط من النافذه الى الداخل فوجئن به وفؤجى هو ايظا بوجودهن نظرت امه الى يديه وثيابه المتربه فابتسم بارتباك وهو ينظر الى وجهها المتسائل فقالت له وهي تلهث
-اين كنت؟
فقال وهو يعبث بشعره والابتسامه لا تفارقه
-كنت اجلب زيتونا .